هل لاحظت من قبل انه (كلما زادت ثقتك في الحصول على شيء توافقت الظروف وتهيأت الاسباب لتحقيقه)؟..
فأنت في الغالب تفوز حين تكون واثقاً من الفوز وتحصل على ما تريد حين ترغب فيه بشدة.
وحين تفكر بعمق بصديق قديم يرن الهاتف - أو تفتح الباب - فتجده أمامك!!
ورغم انها تبدو نوعا من الفلسفة السريالية إلا انها حوادث واقعية لمسناها كلنا.. ومن التقارير الغريبة التي قرأت عنها مؤخرا اعتراف جمعية النفس الأمريكية بفائدة "الصلاة" في شفاء الامراض الصعبة. فحسب قولهم ان الاعتقاد القوي بفائدة الصلاة يحدث تغيرات ايجابية في الجهاز المناعي - مما يفسر شفاء كثير من الحالات الميئوس منها..
أما الدكتور بيرني سيجل فيستعرض (في كتابه معجزات الشفاء) العديد من القصص التي صادفها خلال عمله وتثبت ان ثقة المريض بشفائه ونجاته ادت إلى شفاء حالات كثيرة ميئوس منها. ويشير في أكثر من مثال كيف ان الإيمان والرغبة الشديدة بالشفاء تؤدي بالفعل إلى انحسار الخلايا السرطانية ورفع مستوى المناعة..
وفي يناير الماضي قالت مجلة نيوساينتست ان الاطباء في البرتغال اكتشفوا ان (الرغبة الشديدة) في إنجاب الاطفال تساعد الرجل العقيم على تحقيق ذلك. وقالت المجلة ان مجرد (الرغبة الشديدة) في الانجاب ترفع من نسبة الحيوانات المنوية لدى من يعانون من ضعفها.
هذه الامثلة تثبت وجود سبب مادي معقول لتأثير الرغبة واليقين على الجسم.. اضف لهذا توجد في السنة المطهرة احاديث كثيرة تصب في هذا المعنى مثل قول المصطفى صلى الله عليه وسلم قوله: ماء زمزم لما شرب له، وكذلك: لا يرد القدر إلا بالدعاء (ومن المعلوم ان الإلحاح في الدعاء يقف خلفه رغبة شديدة في تغيير الحال(..
أما الفيزياء الحديثة فثبت ان للأفكار طاقة كمية ملموسة وتؤكد اجهزة التصوير المغناطيسي ان الدماغ يفقد ويستهلك طاقة حقيقية حين ينغمس في التفكير. وطالما ثبت ذلك يصبح من المقبول القول إن رغباتنا الملحة (تساهم) في تغيير الواقع من حولنا!
ورغم ان معظمنا مر بحادثتين او ثلاثة تثبت هذه الظاهرة إلا ان معظم الناس لا يدركون وجودها ولا يحاولون توظيفها لصالحهم. وفي المقابل هناك من أدرك وجودها وحاول تنظيمها بشكل جماعي وواع؛ فهناك محاولات كثيرة لتوجيه عدة عقول نحو هدف معين. وهناك منظمات عالمية تؤمن بإمكانية تغيير العالم من خلال (تركيز) افكار الناس لحل مشكلة معينة؛ فمن وجهة نظرهم ان توقع الاحداث الجيدة - حتى على المستوى الفردي - يساعد على ظهورها.
.. على اي حال الإصرار - من وجهة نظري - يعني الكفاح والجهد والتعب. ولكن إن كان يساهم ايضا في بلورة الحدث فهذه حسنة اضافية لن ارفضها..
و"تفاءلوا بالخير تجدوه"!!
