شريكي في الحياة.. أريد أن أتكلم معك لا عنك!!

شريكي في الحياة.. أريد أن أتكلم معك لا عنك - امرأة تكلاه تتجاهل رجل - woman ignore man

يبحث كل إنسان في مرحلة ما من عمره عن شريك له كي يكمل معه مسيرته في الدنيا، وعندما يجده يفترض بهذا الشريك أن يكون الداعم له والمساعد على جعل الحياة أفضل وأسهل، لكن من الواضح أن خللاً ما يحدث في عديد البيوت يحول الأمر إلى مصدر إزعاج لا مصدر هدوء.

يجلس مجموعة من الشباب المتزوجين معاً في أحد المقاهي، فيضطر أحدهم من حجم الضغط الذي يعيشه في المنزل للحديث عن مشكلة معينة تسببت بها زوجته، ثم يتدخل الأخر فيروي قصة مقاربة لها، فيتحول الحديث إلى مجرد قصص معاناة هؤلاء الرجال مع زوجاتهم ...!
لكن بنفس الوقت في بيت إحدى النساء، يجلسن الزوجات معاً، تتحدث الأولى عما أزعجها من زوجها وللمصادفة هي زوجة الرجل الأول الذي بدأ الكلام في ذلك المقهى، ثم ينطلقن واحدة تلو الأخرى يتحدثن بلا حرج، فالزوجة المتكلمة الأولى كسرت برستيج المرأة التي تحب من خلاله أن تظهر أنها تعيش أفضل حياة دوماً، فانطلقن بكل أريحية يتحدثن.
عادوا جميعاً للمنزل، جميعهم أخرج ما في داخله من توتر وحكايات مزعجة خارج المنزل، ولم يتحدثوا معاً بشأن أي قضية تزعجهم.

السيناريو السابق خيالي بالتأكيد لكنه قد يحدث بطريقة غير مباشرة، فالشراكة بين الاثنين ليست مجرد بيت وأولاد وهموم ومسؤوليات يتقاسم الطرفان حملها، وإنما هي بحاجة لحوار وكلام ونقاشات تكون في مواضيع مختلفة، وعندما أضطر للحديث عن شريكتي في الحياة وتصرفاتها أمام أخرين من المقربين وهو أمر خاطىء طبعا، فهذا يعني أنني لم أعد قادراً على الحديث معها عما يزعجني مما يدفع الطرفين إلى الكلام عن بعضنا وليس مع بعضنا.
إن مسألة فقدان الشريك لحرية أن يقول "هذا يعجبني وهذا لا يعجبني" تجنباً لصراعات يتم تضخيمها يؤدي إلى تعبيره عن رأيه في الخارج بهذه الأمور، فنسمع بسبب هذا الأزواج والزوجات يتذمرون من سلوكيات معينة كإصرار أحدهم على تذكر مشكلة من الماضي، أو طريقة أحدهم بالبحث عن الملاحظات الصغيرة غير المهمة لانتقادها.

لذلك يتوجب دوماً أن نتيح مساحة واسعة جداً من الحرية للأخر وعدم أخذ الأمور بحساسية مفرطة من أراء الشريك، ولكن يتوجب بنفس لوقت عدم المبالغة باستغلال هذه المساحة من الحرية بالتعبير عما لا يعجبنا لدرجة "النكد المفرط"، وبنفس الوقت يجب أن نتذكر بأن الاختلاف بطريقة التفكير والتصرفات والقناعات هي ميزة البشرية الأساسية الناتجة عن وجود عقل وهي الحل الوحيد لعدم الملل في المنزل، فلا نحاول خلق تمثال يشبهنا نسميه شريكاً، وبنفس الوقت لا نواصل حياتنا مع أشياء لا نطيقها ونصمت عنها في الداخل ونتحدث عنها في الخارج، والهدف فقط "كي لا يحدث خلاف".
إذن علينا كشركاء أن نتيح المجال للأخر بأن يتحدث عما يعجبه ويضايقه وأن نخفي امتعاضنا الفطري كبشر يتعرضون للانتقاد ونتصرف مع الأمور بمرونة، وهذا لا يعني طبعاً أن نتحول لمجلودين دائمين في المنزل نتلقى الانتقادات فقط، ويجب التوضيح إذا تجاوزت الأمور حدها في بعض المواقف، هذه العملية قد تبدأ صعبة ومتعبة لكنها ستجد إتزانها في النهاية.



Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...

تابعنا على تويتر