عندما كنا صغاراً كنا دائما نقدم مبررات لما نفعله ، سواء في المنزل أو المدرسة ، بدافع ان نتجنب المتاعب أو التعرض للعقاب ، فكنا نشعر بصغر حجمنا و لذلك كنا نميل إلى شرح انفسنا امام الكبار.
لكن إذا أردنا نحن الكبار أن نعيش حياة سعيدة فإننا نحتاج إلى أن نفكر و نتصرف بشكل أكثر استقلالية إن ذلك يمنحنا الإحساس بالارتياح لعدم اضطرارنا لشرح مبررات كل عمل نعمله للناس.
إنك في عملك مطالب بتوضيح المبررات لرئيسك في العمل لأنه ببساطة يكتب تقريراً عن عملك و في منزلك أنت مطالب أيضاً بتوضيح أسباب بعض تصرفاتك و أفعالك لأبويك أو زوجتك لأنها شريكة حياتك.
أما دون ذلك فإنك لست مضطراً لتقديم أي مبررات لأفعالك فعندما يسألك جارك : لماذا تقوم بدهان منزلك ؟ قد يكون من الأفضل ان تقول "لأني أريد ذلك" بدلاً من أن تشرح له الأسباب وراء تشقق الحوائط أو حدوث رشح بأحد الأسقف و ما إلى ذلك.
فكن حراً في أن تعيش كما تشاء ، طالما لم تغضب أحد ، و لا تضطر لأن تجهد نفسك في تبرير أفعالك للناس ، كما أنه ليس من المفروض دائماً أن تجد لنفسك مبررات في الحياة فيكفي أحياناً أن تشعر بالراحة لأداء عمل ما و هذه الراحة أو هذا الاستمتاع هو أقوى مبرر يمكن أن تتوصل إليه.
و ليس المقصود بذلك أن تكون جافاً مع الآخرين أو لغزاً محيراً لهم، و إنما المقصود به هو أن تسيطر على حياتك و لا تكون ضحية للآخرين.
